السبت، 28 ديسمبر 2013

خطوط من نااااار


منذ وعت على الدنيا وهي تتذكر حبه وحنوه عليها دائما، يأتيهم في العطل محملا بالهدايا والملابس ويبث جو المرح في
 أرجاء البيت، فتسعد والدتها بقدومه رحمها الله،انه اخاها الغالي الحبيب الى قلبها، الذي اعتقل وعمرها تقريبا تسع سنوات، ومن يومها وهي لم تعد ترى مثالا يحتذى به الا سناء المحيدلي وكل الفدائيين على شاكلتها، كان هدفها الاسمى وهي الصبية الصغيرة التي حرموها من أخ - جمع بين جمال الخلق والخلق الكثير والالتزام الديني-أن تفجر المعتقل وتخلصه ومن معه من اخوانه الشرفاء. 
اطلق سراحه، لكنه خرج وهو شبه انسان،شاب عمره اثنان وثلاثون سنة، تظنه ابن الخمسين أو أكثر، يعاني من القلب الذي كان من المقرر أن تجرى له العملية 85 يعني تقريبا خمس أو ست سنوات بعد ايداعه السجن، لكنها طبعا لم تجرى ، فهذا نوع من الديموقراطية لاتجيده الا انظمتنا البائدة، وبعد كل معاناته مع المرض والتعذيب والسجن الانفرادي، يأتونا بكذبة أو مسرحية اسمها المصالحة والانصاف، أية مصالحة مع جلادين لم يحاسبوا؟ ويتحدثون عن انصاف، هل حفنة من المال ستنفع هذا العليل المثقل بالاوبئة؟ هذا ان نجا بخلاف بطل قصتنا الذي رحل عن دنيانا، ويريدونها أن تصفق للسفلة وميتي الضمير! اذا كانوا يريدون ارضاءها - وذلك مستحيل طبعا-فستقول لهم كما قالت اليمامة بنت كليب،-أريد أبي حيا- فهل تستطيعون؟ طبعا لا، اذا هي الحرب والعداء الابدي بينها وبينهم، أي وطن هذا الذي يغتال شبابه ويودعهم السجون وبعد ذلك يطلقهم أشلاءا؟ ليدفنهم في مدافن الشهداء، فعلا هم شهداء الكلمة الحرة والرأي الجريئ، .... هي خطوط من نار ، أرادتها أن تلفح كل من تسبب في حرمانها من أخيها الاسطوري.... 
مع اصدق المتنمياتينة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More