هذا الاختراع العجيب الذي اختصر المسافات منذ سنوات وقزم حرية البعض لامكانية تحديد تواجده اينما كان، استوقفتني مواقف يحدثها الجوال فأنت تفاجأ بأن مجموعة من الناس متواجدة في مكان واحد وتبعد مسافات عن بعضها البعض، فالكل يتحدث فيه بدون سابق انذار، فغالبا مانصدم بأن نجد أحد محدثينا منهمك في حوار كبير بعيد عنا تماما ونحن لانبعد عنه الا ببضع سنتمترات ، في حين يكون من نحادث بعيدين عنا مسافات وهم أقرب ممن بجانبنا ، هاته المفارقة العجيبة أثارت انتباهي بالرغم من كوننا اعتدنا عليها منذ تداولنا لهذا المحمول ونحن لم تعد نلقي بالا لكثير من أخلاقياتنا المتأصلة كالاهتمام بتلك الجلسات العائلية أو في محيط الأصدقاء الأعزاء الى غير ذلك من الممارسات أصبحنا نتعامل بها وكأنها غدت من موروثنا الحضاري، أهمس في آذن مستعمل الجوال: هل فعلا قرب منك بعيدا هذا الاختراع؟ هل بتحدثك لبعيد يوما ما سببت في ابعاد قريب؟ ماهي الضوابط الأخلاقية للتعامل مع هذا الجوال؟ هل الاستئذان من محدثيك كفيل بتجاوز الاشكال؟ ربما الموضوع لايشكل عائقا للكثيرين بحكم التعود لكنه فعلا يستحق النقاش للخلل الذي يحدثه انصراف أحد المجموعة لانشغاله بالكلام فيه وربما يكون بجانبك وهو مشغول حتى الثمالة بكتابة الرسائل القصيرة عبره،لابأس اذا من تسليط الأضواء عليه وعلى خلفيات الادمان عليه......
0 التعليقات:
إرسال تعليق