عندما تأتي إلى أي عائلة من البيظان لابد وأن تكون أواني الشاي أول مايقدم إليك كنوع من الترحاب وكرم الوفادة, ولاتحلو الجلسة إلا في تلك الأجواء ويلزمه ثلاث جيمات(جماعة+جمر+جر) بمعنى لايمكن أن يقام أصلا بدون أفراد وهي ( جماعة )ونمر للشرط الثاني , وهو إقامته على الجمر أي الفحم ليكون مذاقه أطيب وأكثر طبيعية, وتأتي المرحلة الثالثة وهي(الجر) بمعنى بتأني ودون تسريعه, كما قال الشاعر
هذ أتاي ال ماه كال
زين وصالح بيه الجمر
والكدر عند امنين كال
صبو في الكيسان اج مر
ليتأتى للجماعة التطرق للعديد من المواضيع الإجتماعية والثقافية والأحاديث العابرة والمرح وجلسات الخطبة والزواج والصلح واتخاذ بعض القرارات المصيرية, وإبرام الصفقات, فلايجب اعتبار الشاي مجرد أواني وجماعة تتراشفه بل لديه اهداف كثيرة ’ فيكفيه انه يجمع العائلة حول صينية الشاي بكل حميمية وتتخللها احاديث ودية, وايضا من يقيم الشاي ليس أيا كان يجب أن يتقدم لهاته المهمة فالمنوطة به يجب ان تكون لديه مواصفات معينة , كحضور قوي , وخبرة في إدارة الحوار, وإشاعة المرحبين الحضور,والإلمام بالكثير من الأمور ولابأس من مادة غذائية تليق بالحضور تتخللها حتى يتسنى للجلسة تميزها, كما قال الشاعر الحساني
أتاي اباش اعود اظريف
واعود اعل لخلاك اخفيف
يعدل ماه بالتكليف
متكاد مافيه المنتور
عن لوخر واقيمو ظريف
ساخ بيه وجه مسرور
أمنادم نبيه ونظيف
متسع كاعد مامشمور
بال ماه بل اتشكريف
وإعود أطاجين محصور
ومن شروط أتاي الهاك
اثلت جيمات أذه مشهور
جماعة وجمرة لذاك
والثالث عوداننو مجروروطبعا لاتخلو تلك الجلسات من لحظات رومانسية تتخللها نغمات من الوسيقى الحسانية الي تخترق سكون المكان كلما زاره صمت أو هدوء,ومع تراشف الكؤوس والإندماج مع الموسيقى , تنساب نفحات جميلة تريح الوجدان وتسبح بالخيال إلى البعيد في سعادة وحبور ونشوة وأريحية, ولاننسى أن الشاي يستحضره البيظان في سائر مناحي حياتهم , التعب, الفرح. الحزن وأحيانا لمحاولة لم شتات الأسر خصوصا بعد غزو العولمة التي قضت على الكثير من مظاهر التماسك في تلك المجتمعات البسيطة, ينتشلها من تلك العوالم الدخيلة إلى زمنه الجميل والحالم تحت ظل الخيام وفي الهواء المترامي الأطراف, وأصوات الطبول التقليدية تخترق صمت المكان لتختزل تلك الطقوس في لوحة فنية تسلب الألباب
كامل الود
22_01_2014
0 التعليقات:
إرسال تعليق